Wednesday, June 17, 2009

وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر

وإن استنصروكم في الدين

فعليكم النصر

سجل يا تاريخ الامة سجل سجل هالكالام

ألم كبير وهم وغم قد حل بأرض الاسلام

أبياتُ شِعرٍ سمعتُها وأنا طفلة.. وكان سببها خيبة المسلمين في أحداث ما أصابت العالم الإسلامي..

فليسجل التاريخ الإسلامي هذا العار الذي ألمّ بالأمة الإسلامية.. فليسجل الوهن الذي نخر بداخلها وأصاب الضعف جميع أفرادها.. حتى نُشاهد أهلنا يُقتلون.. ونقف في صمتٍ ننظُرُ إليهم..

نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غير ديننا أذلنا الله.. قالها سيدنا عمر بن الخطاب للمسلمين في زمانه.. تُرى لو كان بيننا عمر ماذا كان يقول للمسلمين..

هنيئاً لنا الذل الذي ارتضيناه.. هنيئا لنا الركون إلى بيوتنا.. أموالنا.. أزواجنا.. والنعيم الذي نعيش فيه.. نعم.. نحن نعيش في نعيم.. ننام في سريرٍ مريح بلا خوف.. نُربي أبنائنا في أمان.. نخرج وندخل بيوتنا بلا ترقُب.. نأكل ونشرب أفضل الطعام.. فنحن إذاً نملك الدنيا وما فيها.. كما قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) رواه البخاري

هل ترون هذه الصورة؟؟ عندما أنظر الى هذه الفتاة الصغيرة.. وهي مشهد واحد صغير جداً مما يحدث الآن في غزة في فلسطين.. أشعر بالألم في صدري والدموع تتدافع إلى مقلتي.. أتراها تبكي والدها.. أم أخوها.. أم رفيقة دراستها.. أم تراها تشعر بالخوفِ وهي في طريقها إلى بيتها.. الخوف من أصوات الصواريخ.. الخوف من أن تهبط عليها قذيفة.. الخوف أن تذهب إلى منزلها وتجد معالمه قد اختفت.. أو الخوف من فقدان بعض أفراد أسرتها أو كلهم..

إنهم يعيشون في خوف.. في ترقب.. وفي سجن.. فالصهاينة لعنهم الله قد أغلقوا عليهم منافذ الحياة.. يتحكمون في دخول الطعام والشراب والدواء وكل أوجه الحياة.. فتسمح بدخول ما تشاء وقتما تشاء.. وترفض دخول ما تشاء وقتما تشاء.. ونحن أمةٌ صامتة.. قَبِلت بالوقوف والمراقبة عن بُعد.. وحتى أننا أغلقنا قلوبنا عن الشعور بالحزن من أجلهم والرغبة في مساعدتهم..

ولم يكتفوا بهذا فقط.. بل بكل تبجحٍ وغرور يخرجون ليقولوا أنهم هم من يردون على اعتداءات حماس على مستوطناتهم بهذا الهجوم الدامي.. هم من يدافعون عن حياة مواطنيهم.. هم الذين يشعرون أن عليهم الدفاع عن وجودهم.. وأتسائل لماذا؟؟ أهم في بلادهم محاصرون؟؟ أم أن حماس تمنع عنهم الماء والزاد والدواء والوقود؟؟ أم أن حماس تملك قوة دمار شامل وهي تقتل المئات في كل غارة لها؟؟

في 3 أيام سقط حوالي 313 شهيد.. ووصل عدد الجرحى الى أكثر من 1400 مصاب.. منهم الكثير في حالات الخطر.. وهي أعداد في زيادة مخيفة.. ولزيادة مصيبة شُح العلاج.. قام اليهود بقذف المستشفى حتى تتداعى على رؤوس الجرحى والأطباء.. والكثير من هؤلاء الشهداء هم أطفال صغار.. أو بنات في مقتبل العمر.. أو أمهات في بيوتهن.. الموت في كل مكان للأبرياء من الناس.. فهم ليسوا عسكريون كما يقول الصهاينة.. وإن كان للعسكريين ولكل مسلم كل الحق في الدفاع عن أرضه.. أرض فلسطين.. فهي أرض المسلمين.. وستبقى أرض المسلمين.. رفض من رفض ورضي من رضي..

تخيل نفسك فيما بينهم الآن.. فقدت بيتك على أقل تقدير.. أو فقدت أحد أفراد أهلك.. أو فقدت ولدك.. ماذا ستشعر.. وما هو إحساسك وأنت في وسط هذا التيار تتنظر الموت بين لحظة وأخرى.. وتتمنى أن ينصرك إخوانك المسلمين من حولك في كل البلدان.. فتسمع التنديدات تنطلق من الحكام.. ومطالبات بوقف الحصار ووقف اطلاق النار.. ولا تجد من يمد إليك يديه يُدافع عنك ولسان حاله يقول أنا معك وحالي من حالك وما يصيبك يصيبني.. أي خيبة أمل تصيبك من موقف اخوانك في كل مكان..

حصار.. وخوف.. نقص في الطعام والشراب والدواء والوقود.. وقذائف تهبط تقتل الجميع بلا رحمة..

علينا أن ننصرهم.. علينا أن ننصرهم.. علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي.. ربما ليس في أيدينا الجهاد بحمل السلاح.. لكن بأيدينا أنواع مختلفة من الجهاد..

· علينا بنشر القضية.. قضية فلسطين.. على القضية أن تبقى حية..

· علينا بالتبرع بكل ما نستطيع من أموالنا.. ودمائنا إن أمكن..

· علينا العودة إلى الله.. ونجدد عهدنا معه.. نعيش بالاسلام.. وندعو ونبتهل إليه سبحانه وتعالى أن يُزيل عنهم الغُمة.. نقوم الليل.. نصوم.. ندعو..

· المقاطعة.. المقاطعة.. المقاطعة.. فلندخل على هذا الرابط http://www.kate3.com/what/ ولنجتهد في المقاطعة فهي والله سلاح قوي..

· علينا ألا ننسى قضيتنا.. فبعد مرور الأيام نبدأ في النسيان.. لكن علينا أن نذكر بعضنا بعضا.. فهذه أمانة نحملها.. ألا إننا سنقف بين يدي الله في يوم قريب.. وهو سائلنا عن إخواننا في الدين والعقيدة.. وما يجري لبلد مسلم مجاور اليوم.. فوالله إننا لا نأمن أن نكون مكانهم في يوم غد..

اللهم ردنا إليك رداً جميلاً.. اللهم وحد كلمتنا..اللهم اجمع بين قلوبنا.. اللهم ارزقنا القوة.. وانصر دينك بأيدينا.. ولا تجعلنا من أمة يقول لها الرسول صلى الله عليه وسلم بعداً بعداً لما فرطنا في ديننا من بعده..

لينة مصطفى 29-12-2008- 01-01-143

No comments:

Post a Comment