Wednesday, June 17, 2009

أيها المسلمون .. وماذا بعد..

أيها المسلمون .. وماذا بعد..

منذ عدة أيام.. قمت في منتصف الليل أعاني من بعض الآلام.. فأيقظت زوجي.. والذي أضاء الأنوار.. وذهب مشكورا ليحضر لي الدواء.. وكوب ماء.. بعد عدة ساعات اختفى الألم وعدت إلى النوم.. في اليوم التالي.. اتصلت بصديقة لي أطمئن على ولدها.. فقد كان مريضا.. وعرفت أنه ذهب إلى الطبيب الذي وصف له بعض الدواء لتتحسن صحته..


اليوم صباحاً تذكرت هذه الأحداث بعد أن أستمعت إلى بعض الأخبار.. فأنا أحاول جاهدة أن أبقى مطلعة على أحداث العالم الإسلامي والعالم في ظل ظروف الحياة.. حقيقة قلبي أوجعني. أن يكون الخبر الرئيسي الذي يتصدر الأخبار (اليوم واليومين الماضيين).. هو طفل حديث الولادة.. في غزة.. يرقد في سرير الأطفال موصل بالأجهزة.. مهدد بالموت.. لماذا؟ لانقطاع الكهرباء في غزة.. الخبر الذي يلية.. شخص مريض يحتاج إلى غسيل الكلى لكنه لا يستطيع.. وذلك لانقطاع التيار الكهربائي في غزة.. وأخيراً (وبالتأكيد ليس آخراً) طفل موضوع على جهاز التنفس الصناعي قد أوشك المولد الكهربائي الذي يمده بالأوكسجين على الانقطاع.. وهو مهدد بالموت لانقطاع الكهرباء عن غزة..
أين ذهبت الرحمة من قلوبنا؟؟ هل انشغلنا لهذه الدرجة بالاهتمام بأنفسنا حتى نسينا أن نرفع صوتنا فقط ونقول لا؟! لا للحصار الذي يؤدي إلى موت المرضى.. الأطفال.. البراءة تموت بأيدينا نحن.. فالساكت عن الحق.. .. ..


ليت أخبار غزة أنتهت هنا.. لكن إليكم الخبر التالي.. أصحاب المخابز.. في غزة.. بدأوا في استعمال القمح الفرز الثاني لعمل الخبز.. وذلك لحاجة الناس الى الخبز.. فرز ثاني يعني أن هذا القمح خاص بالحيوانات!! نعم للحيوانات.. لم أخطئ في الكتابة.. لقد بلغ بهم الجوع مبلغه..
لا كهرباء.. لا دواء.. لا طعام.. لا ماء.. لا شيء.. لا شيء لهؤلاء.. لماذا؟؟ لأنهم وقفوا في وجه الاحتلال اليهودي وقالوا لا.. لا لن تأخذوا أرضنا.. لن تجعلونا نخضع لكم.. لن نذل أنفسنا تحت أرجلكم..


والمضحك المبكي في هذا الأمر هو صمتنا التام نحن أبناء الإسلام.. ماذا فعلنا من أجلهم؟؟ لا ليس صمتا تاماً بل هو أسوأ والله.. لقد بعناهم بدنيانا.. بعناهم برفاهيتنا في الحياة.. تخلينا عنهم وتركناهم في سجنهم حتى نعيش بحرية.. لكن.. هل نحن فعلا نعيش في حرية؟؟ نعم نحن نتنفس الهواء.. نشرب.. نأكل.. وننام.. لكننا في سجن أسوأ من سجنهم.. سجن الجُبن والسلبية والأنانية واللامبالاة.. وهل من سجن أسوأ من ذلك؟! سجن من الجهل والفقر.. سجن من الكبت والقهر.. سجن من الخوف أن نقول لا فتمتد 1000 يد تُخرسنا..
أنا لا أُطالب إلا بأن نقول لا.. لا لموت الأبرياء.. لا لموت المسلمين وإخوانهم المسلمين من حولهم صامتون.. لا لموت الأطفال من المرض والجوع.. فلتكن مواجهه عادلة.. حرباً متساوية.. لا حرب يمتلك فيها أحد الأطراف كل شيء.. ويقف الطرف الآخر أعزل السلاح والزاد.. وأعزلا من التأييد.. حتى بقول لا..


فلنرفع شعارنا عاليا: لا لحصار غزة.. لا لحصار غزة.. لا لحصار غزة..


لينة مصطفى 11-2008

No comments:

Post a Comment